تحليل الأسواق المالية

أكد أعضاء البنك المركزي الأوربي في نتائج محضر اجتماع المركزي الآوربي لشهر يوليو الماضي عن ارتفاع المخاطر التي تصيب معدلات النمو, إن أسعار النفط الحالية هي إشارة حول انخفاض معدل التضخم في الأشهر القادمة, حيث تراجعت توقعات التضخم بشكل واضح, و مستقبل الأعمال التجارية مازال محاط بالغموض.
تبدو الأجواء الإقتصادية في القارة الاوربية مرتبكة, و تبقى العملة الموحدة " اليورو " في حالة مستقرة وغير متأثرة بالأحداث الجارية و حالة الغموض للفترة القادمة, حيث تقدم رئيس مجلس الوزراء جيوسيبي كونتي مفاجاة في إعلان اسنقالته ودعى نائب رئيس مجلس الوزراء سالفيني بدعوة لإجراءات انتخابات عوضاً عن سحب الثقة و إسقاط الحكومة الحالية, حيث أشارت البيانات الأخيرة حول زيادة الطلب على السندات الإيطالية.

وعلى الصعيد الأخر جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد اجتماعهم مع رئيس مجلس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عقب الذي عقد البارحة عن ضرورة خطة الباكستوب في عملية البريكست و يجب إيجاء حلول فعلية بشأن هذه الخطة بما يتوافق مع اتفقية البريكست و يضمن وحدة السوق الأوربية المشتركة, وفي هذا السياق أشار جونسون عن إمكانية التوصل لاتفاق ولكن الموقف يحتاج إلى مزيداً من الوقت من أجل إيجاد حل بخصوص الباكستوب و الحدود الأيرلندية وإن عملية الخروج سوف تتم في 31 من شهر أكتوبر سواء تم الخروج بعملية منظمة أم لا, كانت هذه الأخبار لها تأثير إيجابي على ثيران الجنيه الاسترليني حيث استعادت العملة الملكية زخمها و استطاع الجنية الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي إختراق حاجز المقاومة النفسي عند مستوى 1.2170 و سجل الأعلى له عند 1.2272 في مستهل تداولات الأمس.

يمكننا أن نقول أن تداولات الأسبوع الفائت كانت هادئة نسبياً , وسيكون حدث اليوم الأكثر اهتماماً و تفاعلاً للأسواق حيث تتجه الانظار اليوم إلى خطاب جيروم باول حاكم المصرف الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي ضمن فعاليات منتدى جاكسون هول الإقتصادية الذي يعقد بمقر الإحتياطي الفيدرالي في ولاية كنساس الامريكية حيث يتطلع المستثمرون حول إلى أية تلمحيات من شأنها إيضاح توجهات السياسة النقدية للمرحلة القادمة و حول عدد مرات خفض الفائدة للعام الجاري, حيث أظهر البيان الصادر عن محضر اجتماع الفدرالي الأمريكي لشهر يوليو عن انقسام واضح بين الأعضاء, و أكد بعض منهم على ضرورة تخفيض الفائدة بنسبة 0.50% و امتنع آخرون عن إجراء أي تخفيض في العام الجاري, وحبذ آخرون البقاء في حالة ترقب للأحداث الجارية و التعامل معها حسب تغير المناخ الإقتصادي.

من جهة أخرى فرضت الحرب التجارية التي تحمل طابع التعريفات الجمركية التي تقودها إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب ضغطاً على الفيدرالي لخفض عملية الفائدة, حيث لا يمر يوم أو آخر ويقوم الرئيس الأمريكي بمطالبة الفيدرالي بخفض الفائدة عبر تصريحات صحفية او عبر تغريدات من حسابه الرسمي على التويتر, و تجدر الإشارة أن الرئيس الأمريكي أكد أن يتوجب على الفيدرالي أن يقوم بخفض نقطة أساس كامل بحد أدنى 1.0% و أن المشكلة الحقيقة التي تواجه الإقتصاد الأمريكي هي الفيدرالي الأمريكي.
تابع مؤشر الدولار الأمريكي و الذي يقيس قوة الدولار مقابل ست من العملات الرئيسية سلسلة الارتفاعات التي يحققها للأسبوع الثاني على التوالي و حقق زيادة بنسبة 0.2% عند 98.26 في مستهل تداولات اليوم و إن أي نبرة شديدة الحذر قد يتحدث بها باول سوف تفجر سوق الأسهم صعوداً و تدفع من قوة الدولار الامريكي.
قد يتسم محضر إجتماع الفيدرالي الأمريكي بالنفاق و الخديعة, تشير التوقعات أن عملية تخفيض الفائدة لشهر سبتمبر هي عملية شبه مؤكدة و بيان المحضر كان رمادياً ومن هذه الزاوية أدرك الرئيس الامريكي دونالد ترامب سياسة الفيدرالي الأمريكي ولا يكف عن التهديد بفرض تعريفات جمركية مرة على الصين مرة على الاتحاد الأوربي مرة على اليابان ومرة على المكسيك متطلعاً في إجبار الفيدرالي الأمريكي على خفض معدلات الفائدة.

» تحليل الأسواق المالية اليوم ( 27.08.2019 )
» مقدمة عن طرق تحليل السوق و تحليل العملات
» تتبع نبض الأسواق مع مؤشر السيولة MFI
» الأسهم السعودية تعزز من مكاسبها
» أسعار النفط تستقر مع ترقب الأسواق لإشارات المركزي الأمريكي