ارتفاع أسعار الفضة للجلسة الثالثة على التوالي
تذبذبت العقود الآجلة لأسعار الفضة في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد استقرارها بالقرب من الأعلى لها في عامين وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثانية في ثلاثة جلسات من الأعلى لها منذ مطلع آب/أغسطس الجاري، حينما اختبر الأعلى له منذ 15 من أيار/مايو 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي وفي ظلال تسعير الأسواق لتطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في تمام الساعة 05:02 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الفضة تسليم كانون الأول/ديسمبر 0.06% لتتداول حالياً عند 17.79$ للأونصة مقارنة مع الافتتاحية عند 17.78$ للأونصة، وسط انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي 0.05% إلى 97.99 مقارنة بالافتتاحية عند 98.04.
هذا ويترقب المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل والتي قد تعكس تسارع وتيرة النمو خلال حزيران/يونيو إلى 0.2% مقابل 0.1% في أيار/مايو الماضي، بينما قد توضح قراءة المؤشر ذاته للربع الثاني تباطؤ وتيرة النمو إلى 0.2% مقابل 0.1% في الرابع الأول الماضي،
ويأتي ذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل والتي قد توضح تسارع وتيرة النمو إلى 2.5% مقابل 2.4% في أيار/مايو الماضي، وقبل أن نشهد الكشف عن قراءة مؤشر ثقة المستهلكين والتي قد تظهر تقلص الاتساع إلى ما قيمته 129.3 مقابل 135.7 في تموز/يوليو الماضي، وذلك بالتزامن مع صدور قراءة مؤشر ريتشموند الصناعي والتي قد تظهر تقلص الانكماش إلى ما قيمته 2 مقابل 12 في تموز/يوليو.
بخلاف ذلك، فقد تابعنا أمس الاثنين أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن كون مسئولي التجارة الأمريكيين تلقوا مكالمات ليلية من الصينيين مفادها أن بكين مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطون من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري، ونوه لكونه "لديه احترام كبير لحقيقة أن الصين اتصلت بهم، فهم يريدون عقد صفقة"، مضيفاً "هذه هي المرة الأولى التي أراهم فيها يردون فعلاً عقد صفقة، وأعتقد أن هذه خطوة إيجابية للغاية".
وفي المقابل، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه لم يكن على علم بوجود مكالمة هاتفية بين الطرفين، إلا أن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هو نوه أيضا بالأمس "الصين .. يعارض بحزم تصعيد الحرب التجارية، إن تصعيد الحرب التجارية لا يفيد الصين، وهو ليس جيد للولايات المتحدة، كما أنه لا يفيد مصالح الناس في جميع أنحاء العالم".
ويأتي ذلك بعد أن تابعنا الجمعة الماضية التقرير التي تطرقت لكون الصين تعتزم فرض تعريفات جمركية 10% في وقت لاحق من هذا العام على سلع وبضائع أمريكية بقيمة 75$ مليار رداً على إعلان الإدارة الأمريكية في وقت سابق من الشهر الجاري عن عزمها فرض تعريفات جمركية 10% على سلع وبضائع صينية بقيمة 300$ مليار بحلول مطلع أيلول/سبتمبر المقبل وتأجيل جزئي لتفعيل القرار حتى منتصف كانون الأول/ديسمبر المقبل.
ورداً على ذلك الأمر أعرب الرئيس الأمريكي ترامب في نهاية الأسبوع الماضي من خلال تغريدات له عبر حسابه الرسمي على توتير، عن قراره بزيادة الرسوم الجمركية على واردات بلاده من سلع صينية تقدر بقيمة 250$ مليار من 25% إلى 30% بحلول مطلع تشرين الأول/أكتوبر المقبل، مضيفاً أنه سيفرض أيضا رسوم جمركية 15% على واردات بلاده من سلع صينية بقيمة 300$ مليار على مرحلتين بحلول مطلع ومنتصف الشهر القادم.
وأفاد الرئيس الأمريكي ترامب آنذاك بأن قراراته تعد رداً على ممارسات تجارية غير عادلة للأسف من قبل الصين، موضحاً أنه "كرئيس لأمريكا، لن أسمح بذلك بعد الآن"، وذلك مع مطالبته للشركات الأمريكية بالبحث فوراً عن بديل للصين والاستعداد لنقل أنشتتها لأمريكا، ووسط إلقائه باللوم على الإدارات الأمريكية السابقة التي لم تتصدى لتلك الممارسات والتي أتاحت لبكين تحقيق فائض تجاري هائل على حساب واشنطون.
ونود الإشارة، لكون الرئيس الأمريكي ترامب نوه الأحد الماضي خلال فعليات قمة الدول السبعة الصناعية الكبرى بفرنسا لكونه كان له "أفكار ثانية" حيال إقرار 5% تعريفات جمركية إضافية على سلع صينية بقيمة 550$ مليار، مضيفاً أنه قد يعلن الحرب التجارية الأمريكية الصينية هي حالة طوارئ وطنية، وتلي ذلك، أفاده البيت الأبيض بأن تصريحات ترامب تعكس "كونه يأسف لعدم فرضه تعريفات أعلى".